حزب الإنصاف ، يحتفل.. وسط، العطش والظلام.!
نواكشوط – الإتحاد ، خاص
في مشهد احتفالي لافت، امتلأ ملعب شيخا بيديا عن آخره مساء اليوم، حيث تدفق المواطنون من مختلف مقاطعات العاصمة لحضور الذكرى الأولى لتنصيب رئيس الجمهورية. واصطف العشرات أمام البوابات لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة، وسط تدابير أمنية مشددة، وغياب أبسط وسائل الراحة.
ورغم التنظيم المحكم داخل محيط الملعب، إلا أن المفارقة المؤلمة كانت في ما خلف الحشود: آلاف المنازل في نواكشوط تعيش منذ أيام على وقع انقطاعات متكررة للماء والكهرباء، تزامنت – على نحو يثير الاستياء – مع الإنفاق السخي على مظاهر الاحتفال.
يقول محمد الأمين، أحد سكان مقاطعة عرفات، وهو يشير إلى هاتفه الذي توقف عن الشحن: “نحن نحتفل في الظلام، لا ماء في الصنابير ولا كهرباء في الأسلاك، ولا إجابة من الجهات المعنية، وكأن حياة الناس لا تهم”.
وفي محيط الملعب، اشتكى كثيرون من غياب دورات مياه صالحة للاستخدام، وسوء النظافة، وافتقار المكان لفرق الإسعاف الأولي، رغم الأعداد الغفيرة التي حضرت المناسبة.
وتساءل بعض المراقبين عن أولويات الحكومة، حيث يرى البعض أن إحياء الذكرى الأولى يجب أن يُستثمر في تقييم ما تحقق من وعود، وليس في مظاهر احتفالية “تعزف على وتر الإنجاز بينما المواطن يعاني العطش والظلام”، على حد تعبير الناشطة المدنية فاطمة بنت عبدي.
جدير بالذكر أن العاصمة نواكشوط تواجه منذ أسابيع أزمة متفاقمة في توزيع المياه الصالحة للشرب، إلى جانب انقطاعات متكررة في الكهرباء، ما أثر بشكل مباشر على حياة السكان، وأثار موجة من الغضب في وسائل التواصل الاجتماعي، واحتجاجات محدودة في بعض الأحياء.
وبينما تتحدث الجهات الرسمية عن “خطط إصلاح شاملة”، ينتظر المواطن البسيط أن تتحول هذه الخطط إلى واقع يلمسه في بيته وشارعه، لا فقط إلى شعارات تُرفع في المنصات.
