أرضٌ للحمالة… ووعود معلقة للفئات الهشة.!

في خطوة وصفها البعض بالإيجابية وأدرجها آخرون في خانة “الترضيات الرمزية”، أطلق ميناء نواكشوط المستقل، اليوم الخميس، عملية توزيع 528 قطعة أرضية مجانية على عدد من الحمالة الدائمين بالميناء، في ما اعتُبر وفاءً جزئياً بتعهدات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تجاه “الفئات الهشة” و”الشغيلة الوطنية”.

المدير العام للميناء، سيدي محمد ولد محم، قال إن التوزيع يأتي تنفيذًا لوعود الرئيس بدعم العمال البسطاء، مؤكدًا أن الخطوة تحمل “بُعدًا اجتماعيا وإنسانيا”.

غير أن المتابعين يرون أن الإعلان، رغم أهميته الرمزية، يطرح تساؤلات جوهرية:

لماذا الآن؟

هل تم التوزيع بشفافية؟

ما مدى صلاحية هذه القطع للسكن من حيث البنية التحتية والخدمات الأساسية؟

ولماذا يظل آلاف من الحمالة غير الدائمين والعمال الموسميين خارج دائرة الاهتمام؟

القطع الموزعة تقع في القطاع 22 من مقاطعة توجنين، وتحديدًا في منطقة “حياة جديدة”، التي توصف شعبيًا بأنها “امتداد عمراني بلا خدمات”.

في انتظار أن يتضح ما إذا كانت هذه المبادرة بداية مسار جديد لتحسين أوضاع الفئات الهشة، أم مجرد حلقة في مسلسل الوعود السياسية، يبقى السؤال:
هل يكفي منح قطعة أرضٍ لعامل أنهكته الظهور المنحنية والعرق اليومي… لتغيير واقعه؟

محمدعبدالرحمن ول عبدالله
كاتب صحفي