الإمارات تهدي موريتانيا عشرة جمال!!
أعلنت حكومة الإمارات العربية المتحدة إهداء موريتانيا عشرة جمال. قد تبدو الخطوة في ظاهرها بادرة ودّية تحمل رمزية ثقافية مرتبطة بالتراث البدوي المشترك بين البلدين، لكنها في الجوهر تطرح أكثر من علامة استفهام حول طبيعة المساعدات التي تتلقاها موريتانيا وأولوياتها الحقيقية.ولماذا نقبل بهدايا رمزية ليست لها قيمة ؟!
فبلادنا تعيش اليوم على وقع أزمات متشابكة: بطالة خانقة، فقر متزايد، تراجع في الخدمات الصحية والتعليمية، وضعف في البنى التحتية. أمام هذا الواقع، تبدو هدية بهذا الطابع أقرب إلى الإكسسوارات الرمزية منها إلى الدعم التنموي المطلوب. فالمواطن البسيط الذي يبحث عن فرصة عمل أو سرير في مستشفى، لن تغير حياته عشرة جمال، مهما كان وزنها في الذاكرة الثقافية.
قبول الحكومة الموريتانية لهذه الهدية يعكس مأزقًا دبلوماسيًا يتكرر: مجاملة سياسية على حساب المطالبة بما هو أجدى، وكأننا بلد يكتفي بالرموز بينما يفتقد أساسيات التنمية. ومن هنا فإن القضية لا تكمن في نوايا المانح، بل في استعداد متلقي الهبة لقبول ما لا يتماشى مع حاجات شعبه الملحة.
إن العلاقات بين الدول لا تُقاس بالرموز وحدها، بل بمدى انعكاسها على حياة الناس. وموريتانيا، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج إلى شراكات استراتيجية ومشاريع إنتاجية، لا إلى هدايا تُستهلك في العناوين الطريفة للصحافة.