الرئيس فاي يوشّح خصم سونوكو القضائي.. رسائل سياسية خلف التكريم؟
في خطوة أثارت اهتمام الأوساط السياسية والحقوقية في السنغال، قام الرئيس باسيرو ديوماي فاي بتوشيح رئيس المحكمة العليا الأسبق، القاضي الذي سبق له أن أصدر حكمًا بالسجن ضد الوزير الأول الحالي عثمان سونوكو، وذلك في ظل تصاعد التوتر السياسي بين الرجلين داخل أروقة السلطة.
ويأتي هذا التوشيح في سياق سياسي معقّد، حيث تشهد العلاقة بين الرئيس فاي ورئيس حكومته توترًا متزايدًا، وسط تسريبات عن خلافات جوهرية في تسيير ملفات الحكم، وتباينات في الرؤية حول القضايا الوطنية الكبرى، أبرزها العلاقة مع المعارضة وإصلاح النظام القضائي.
وقد اعتبر مراقبون أن اختيار الرئيس فاي لشخصية قضائية سبق أن أدانت سونوكو ليس مجرد تكريم روتيني، بل يحمل رسائل سياسية مبطنة، تعكس حجم الهوة التي بدأت تتسع بين رأسيْ السلطة التنفيذية في البلاد. ففي الوقت الذي يسعى فيه فاي إلى ترسيخ صورة “الرئيس الحَكم”، يظهر هذا التوشيح وكأنه انحياز ضمني ضد رئيس حكومته.
من جانب آخر، يرى بعض المحللين أن فاي ربما أراد من خلال هذا التكريم تعزيز استقلال القضاء، وإعادة الاعتبار لقاضٍ واجه ضغوطًا خلال محاكمة شخصية مثيرة للجدل مثل سونوكو، الذي لا يزال يحظى بشعبية واسعة في صفوف الشباب وشرائح من الطبقة السياسية.
وفيما لم يصدر تعليق رسمي من رئيس الوزراء عثمان سونوكو على هذه الخطوة، يترقب الشارع السنغالي تداعيات هذا التوتر على استقرار الحكومة والتحالف الحاكم، في وقت تمر فيه البلاد بمرحلة دقيقة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
ويبقى السؤال المطروح: هل يُعد هذا التوشيح موقفًا سياسيًا متقدمًا من الرئيس فاي ضد سونوكو؟ أم أنه مجرد مصادفة بروتوكولية لا أكثر؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.