ثقافة

دراسة طبية حديثة : انتشار لمرض قصور القلب

بناءً على دراسة طبية حديثة، تم تسجيل انتشار مثير للقلق لمرض قصور القلب الحاد في موريتانيا، مما يسلّط الضوء على تحدٍ صحي متصاعد يتطلب تدخلًا عاجلًا على مستوى التشخيص والوقاية والعلاج.

تشير البيانات إلى أن أكثر من 300 مريض تم استقبالهم في غضون خمسة أشهر فقط في المركز الوطني للقلب، وهو رقم مرتفع يعكس اتساع رقعة انتشار المرض، خاصة بين متوسطي العمر (بمتوسط 59.8 سنة)، مع غلبة واضحة للذكور بنسبة تقارب 65%.

وما يزيد الأمر خطورة هو أن أغلب الحالات كانت في مراحل متقدمة من المرض (المرحلة الثالثة والرابعة حسب تصنيف نيويورك)، وأن عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم وفقر الدم والرجفان الأذيني كانت شائعة بشكل لافت.

ورغم هذا الواقع المقلق، فإن الدراسة أظهرت جانبًا إيجابيًا يتمثل في اتباع بروتوكولات علاجية حديثة على المستوى الوطني، بما في ذلك استخدام العلاج الرباعي الموصى به عالميًا، مما ساهم في خفض معدل الوفيات داخل المستشفى إلى 5.5٪ فقط.

إن هذه النتائج تُعد بمثابة ناقوس خطر للصحة العمومية، وتدعو إلى تكثيف جهود الوقاية، وتحسين تشخيص عوامل الخطر، وتوسيع التوعية حول مرض قصور القلب الذي لم يعد نادرًا أو مقتصرًا على فئة عمرية معينة.

: نتائج الدراسة من المركز الوطني للقلب (يناير – مايو 2024)

تم استقبال 307 مرضى مصابين بقصور القلب الحاد في المستشفى خلال فترة الدراسة.

العمر الوسطي للأشخاص المصابين كان حوالي 59.8 سنة، وبلغت نسبة الذكور 64.8٪.

كان ارتفاع ضغط الدم أكثر عوامل الخطر انتشارًا (31.6٪).

حالات المرحلة الثالثة والرابعة حسب تصنيف نيويورك (NYHA) مثّلت 86.3٪ من المرضى.

تبين وجود رجفان أذيني في 23.1٪ من الحالات، وفقر دم في 51.8٪.

معدل البقاء القلبي (EF) متوسطه كان 41.6٪.

أكثر الأشكال ظهورًا كان قصور القلب الحاد المتفاقم من قصور سابق مزمن (~38٪)، إضافة إلى قصور مع انخفاض EF في 55.7٪، وشارك 33.2٪ منهم مرض الشريان التاجي.

تم تطبيق علاج رباعي المكونات (ACE/ARBs + بيتا بلوكر + مدر + مضاد ألدستيرون) قبل الخروج من المستشفى.

معدل الوفيات داخل المستشفى بلغ حوالي 5.5٪.

التفسير والدلالات

1. الانتشار المرتفع: استقبال أكثر من 300 حالة خلال خمسة أشهر يُشير إلى انتشار واسع لهذا المرض في موريتانيا.

2. الشريحة العمرية: المرض يظهر في منتصف العمر تقريبًا، ما يعكس حاجة للتشخيص المبكر والوقاية المبكرة، خاصة بين الأفراد فوق 50 سنة.

3. التحديات الصحية: ارتفاع ضغط الدم وفقر الدم الشائعين بين المرضى يستدعي اهتمامًا في تحسين مراقبة وضبط الضغط وعلاج الأنيميا.

4. الالتزام بالتوصيات العلاجية: يُعد هذا مؤشرًا إيجابيًا على تبني بروتوكولات علاجية متقدمة محليًا.

الدراسة توضح بجلاء أن قصور القلب الحاد مرض منتشر بدرجة كبيرة في موريتانيا، ويصيب غالبًا من هم في منتصف العمر مع عوامل خطر واضحة مثل ارتفاع ضغط الدم والأنيميا. كما أن النظام الطبي في المركز الوطني للقلب يتبع معايير علاج حديثة، ممّا ينعكس على معدل وفاة محدود نسبيًا (5.5٪).

تقرير :

محمدعبدالرحمن ول عبدالله

انواكشوط

زر الذهاب إلى الأعلى