زاوية الشيخ محمدفاضل ول مامين..منارة علم وصلاح وإصلاح
بقلم: محمد عبدالرحمن عبدالله
كاتب صحفي
في عمق الصحراء الموريتانية، وبين كثبان العزلة والصمت، قامت زوايا حملت على عاتقها رسالة تتجاوز حدود التعليم التقليدي، لتصل إلى تربية الإنسان في روحه وعقله وسلوكه. من بين أبرز هذه الزوايا: زاوية الشيخ محمد فاضل ولد مامين، التي لم تكن مجرد محظرة علمية، بل مشروعًا تربويًا متكاملاً.
زاوية بنَفَسِ الرسالة
الزاوية الفاضلية ليست مؤسسة شكلية، بل فضاء تربوي انبثق من رؤية روحية عميقة، جمعت بين:
نشر العلم الشرعي: فقهًا، وتفسيرًا، وحديثًا، ولغةً.
تهذيب النفس: عبر الصحبة، والمجاهدة، والتصوف السني.
التكوين الأخلاقي: لتخريج نماذج بشرية متوازنة، تحمل الدين سلوكًا قبل أن تحفظه نصوصًا.
الشيخ محمد فاضل.. العالم والمربي والمُجدد
اشتهر الشيخ محمد فاضل ول مامين بجمعه بين الصرامة العلمية والرحمة التربوية. لم يكن مدرسًا فحسب، بل عالما ربانيا وقطبا عمت شهرته الأفاق، يأخذ بأيدي مريديه نحو الإصلاح الذاتي والسمو العلمي و الأخلاقي.
حرص على أن يكون العلم وسيلةلإصلاح دنيا الإنسان وأخرته. والعمل علي ماينفع الناس ويمكث في الأرض.
ركّز على النية والصدق والإخلاص في طلب العلم والعمل به.
علّم تلامذته أن تزكية القلب لا تقل أهمية عن حفظ المتون.
زاوية لا تزال تنبض بالحياة
رغم تقلبات الزمن وتبدّل الأحوال، لا تزال الزاوية قائمة تؤدي دورها:
تستقبل الطلاب وطلاب الحقيقة من داخل موريتانيا وخارجها.
تحافظ على روح الطريقة، دون غلو أو انحراف، ضمن منهج متزن يجمع بين الكتاب والسنة وروح التربية الصوفية.ومقتضيات العلم النافع والصحيح.
تظل عنوانًا للتسامح والعلم والسكينة في زمن الاضطراب والغلو.والتطرف.
=الزاوية والهوية الثقافية والدينية
زاوية الشيخ محمد فاضل ليست فقط مؤسسة دينية،فحسب بل هي معلمة علمية وروحية تتوارثها الأجيال وهي جزء من الذاكرة الروحية والعلمية للمجتمع الموريتاني. فقد ساهمت في:
تكوين النخبة العلمية والفقهية في البلاد.
ترسيخ المنهج المالكي الأشعري الصوفي المعتدل.
وتعزيز قيم الأيمان والإحسان، الزهد، والتواضع، وخدمة الناس.
=حيث يُصاغ الإنسان
ليست الزاوية مجرد بناء، بل بوصلة للروح، ومحراب للعلم، ومدرسة للإنسان. ومن ينظر إلى سيرتها، يعلم أن نهضة الأمم لا تبنى فقط بالجدران، بل بالرجال الذين يجمعون بين العلم والعمل، والفكر والذكر، والقلم والقلب.
زاوية الشيخ محمد فاضل ولد مامين تظل شعلة مضيئة في تاريخ موريتانيا، ودليلاً على أن الرسالات الصادقة لا تموت، مهما تغيرت الظروف.
=الزاوية بين الأصالة والمعاصرة
وقد بادر رئيسها المؤسس في هذا العصر، الشيخ سيدي بوي ولد حسن، إلى تكليف العمل وتطوير الأداء في مختلف جوانب الزاوية، بما يخدم الإسلام والمسلمين، ويحافظ على الأمانة العلمية والروحية التي ورثها عن سلفه الصالح.
في زمن تتعالى فيه الضوضاء وتضيع فيه البوصلة، آثر الشيخ سيدي بوي أن يُواصل الطريق بنفس الروح، لكن بأدوات تناسب تحديات العصر.
فعمل على إحياء المناهج التربوية القديمة بروح عصرية.وتطوير وتوسعة المقر المركزي للزاوية في أنواكشوط.والتحسين المستمر لوضعية الطلاب وظروفهم السكنية
وفتح أبواب الزاوية أمام طلاب العلم والسالكين في الداخل والخارج.
وحرص على تعزيز العمل الاجتماعي والخيري، في تكامل بين العلم والخدمة.
هكذا تظل الزاوية، بفضل هذا الإشراف المعاصر،والإدارة الحكيمة، جسراً بين التراث والتجديد، وبين الثبات على الأصول والانفتاح على الوسائل العلمية الحديثة المساعدة في أداء المهام التربوية والعلمية.
=الزاوية بين الأصالة والتجديد: قيادة بروح الرسالة
وقد بادر رئيسها المؤسس في هذا العصر، الشيخ سيدي بوي ولد حسن، إلى تكليف العمل وتطوير الأداء في مختلف جوانب الزاوية، بما يخدم الإسلام والمسلمين، ويحافظ على الأمانة العلمية والروحية التي ورثها عن سلفه الصالح.
في زمن تتعالى فيه الضوضاء وتضيع فيه البوصلة، آثر الشيخ سيدي بوي أن يُواصل الطريق بنفس الروح، لكن بأدوات تناسب تحديات العصر.
فعمل على إحياء المناهج التربوية القديمة بروح عصرية.
وفتح أبواب الزاوية أمام طلاب العلم والسالكين في الداخل والخارج.
وحرص على تعزيز العمل الاجتماعي والخيري، في تكامل بين العلم والخدمة.
هكذا تظل الزاوية، بفضل هذا الإشراف المعاصر، جسراً بين التراث والتجديد، وبين الثبات على الأصول والانفتاح على الوسائل.