أخبار وطنية

زيارة بيرام الثانية لأدرار في غضون شهر .. تثير تساؤلات وتحليلات

زيارة بيرام الثانية لأدرار في غضون شهر واحد.. تثير تساؤلات وتحليلات

في أقل من شهر، يعود النائب البرلماني والمرشح الرئاسي السابق بيرام الداه اعبيد إلى ولاية أدرار، في زيارة سياسية تحمل في طياتها دلالات رمزية ومؤشرات استراتيجية، وتفتح المجال أمام عدة قراءات للساحة السياسية المتحركة.

لماذا أدرار؟ ولماذا الآن؟

ولاية أدرار، المعروفة بطابعها المحافظ وارتباطها التاريخي بالنظام، لم تكن تقليديًا من معاقل بيرام السياسية. ومع ذلك، يبدو أن الرجل قرر كسر الحواجز الجغرافية والرمزية، عبر تكرار الزيارة في وقت قصير، مما يشير إلى سعيه الجاد لتوسيع قاعدته الشعبية خارج نطاقها التقليدي.

الرسائل التي تحملها الزيارة:

1. إعادة التموضع السياسي: بيرام يسعى إلى ترسيخ صورته كرجل دولة وطني، يخاطب جميع الموريتانيين، وليس فقط مناصريه في الجنوب أو في ضواحي نواكشوط.

2. استباق رئاسيات 2026: الزيارات المتكررة قد تكون جزءًا من حملة مبكرة، يحاول فيها بيرام استمالة مناطق جديدة وتأمين حضور في الشمال، الذي يُعد تقليديًا أكثر قربًا من السلطة.

3. رد على زيارة الرئيس غزواني للداخل: تزامنت بعض تحركات بيرام مع تحركات للرئيس غزواني، ما قد يحمل بُعدًا تنافسيًا، خاصة مع ارتفاع حرارة السباق السياسي بشكل غير رسمي.

ردود الفعل المحلية:

الزيارة استُقبلت في بعض الأوساط بحذر، بينما رأى فيها آخرون بادرة شجاعة وخرقًا لنمط سياسي ظل مستقرًا لعقود. ورغم أن خطابات بيرام عادة ما تُحدث جدلًا، فإن تكرار الزيارة في فترة وجيزة يدل على وجود تجاوب محلي مشجع أو على الأقل رغبة في اختبار المزاج الشعبي في مناطق جديدة.

ماذا بعد؟

تكرار الزيارة يفرض على الطبقة السياسية التعامل بجدية أكبر مع تحركات بيرام، الذي يبدو أنه أعاد ترتيب أولوياته وتكتيكاته بعد سنوات من المواجهة والتصعيد. وفي ظل الركود السياسي الذي يطبع أداء المعارضة الرسمية، فإن تحركات بيرام تُعيد بعض الحرارة إلى المشهد العام، وتدفع نحو إعادة رسم خارطة التأثير الانتخابي.

زر الذهاب إلى الأعلى