مقابلات وتحقيقات

قطع الإنترنت أثناء الإمتحانات..سلوك متخلف أم ضرورة

تثير عادة قطع الإنترنت في نواكشوط وباقي المدن الموريتانية أثناء فترة الامتحانات جدلاً واسعاً بين المواطنين، حيث يرى البعض أن هذه الممارسة تمثل سلوكاً متخلفاً يعكس عجز السلطات عن إيجاد حلول تقنية متطورة، بينما يعتبرها آخرون إجراءً “احترازياً” لضمان نزاهة الامتحانات ومنع الغش الإلكتروني.

لماذا يُقطع الإنترنت أصلاً؟

تقوم السلطات بقطع الإنترنت، خاصة بيانات الهاتف المحمول، خلال ساعات امتحانات الشهادات الوطنية، مثل شهادة ختم الدروس الإعدادية (كونكور) والبكالوريا. الهدف المُعلن هو منع تسريب المواضيع والغش الجماعي، خاصة مع الانتشار الكبير للهواتف الذكية وتطبيقات التواصل.

لكن هل هذا حل ناجع؟

من جهة: يرى منتقدو القرار أنه سلوك بدائي يعكس فشل الدولة في تحديث المنظومة التعليمية والرقابية. فبدل تطوير أساليب مراقبة متقدمة داخل القاعات، يُعاقَبُ ملايين المستخدمين بسبب قلة من الغشاشين.

من جهة أخرى: يقول المدافعون عن هذا الإجراء إنه ضروري ومؤقت، وغيابه قد يؤدي إلى فقدان الثقة في مصداقية الشهادات الوطنية.

التأثيرات السلبية:

شلل شبه كامل في الخدمات الإلكترونية الحيوية.

تعطل أعمال الأفراد، وخاصة الصحفيين والطلاب والمهنيين.

تأثير سلبي على صورة البلد خارجيًا في مجال الحريات الرقمية.

البدائل الممكنة:

أجهزة تشويش داخل المراكز فقط.

تشديد المراقبة بالكاميرات.

توعية الطلاب بخطورة الغش بدل خلق بيئة من الحصار.

خلاصة:

في زمن التحول الرقمي، اللجوء لقطع الإنترنت كوسيلة لمنع الغش يعكس تأخرًا إداريًا وتربويًا، ويضعف ثقة المواطن في قدرات الدولة على التكيّف مع التحديات الحديثة. فالمشكلة أعمق من مجرد غش، إنها تتعلق بجودة التعليم، ونزاهة المؤسسات، وثقافة المسؤولية لدى الجميع.
محمدعبدالرحمن/ عبدالله

زر الذهاب إلى الأعلى