أخبار وطنية

لعبة الكراسي في وزارة الصحة: دروس في الصعود والهبوط

● أنواكشوط ، الإتحاد

لم يكن تعيين وزير الصحة الجديد حدثًا عاديًا في المشهد السياسي الموريتاني. الرجل الذي أعادته السلطة اليوم إلى قمة الهرم الصحي، كان قد أقيل بالأمس من إدارة الصحة العمومية بقرار من سلفه. هذه المفارقة تكشف بوضوح طبيعة ديناميكيات السلطة عندنا: لا ثبات فيها سوى لتبدّل المواقع، ولا يقين إلا هشاشة الكرسي.

الدرس العميق الذي تفرضه هذه الواقعة هو أن الصعود في سلم المناصب ليس نهاية الطريق، بل مجرد محطة عابرة قد تعقبها هوة سقوط. لذلك فإن ما يزرعه المسؤول من مواقف وسلوكيات في رحلته نحو القمة، سيظل ينتظره في طريق العودة. من هنا تأتي الحكمة: “الطف بالناس وأنت في طريق الصعود، فسوف تلتقي بهم وأنت في طريق الهبوط.”

لكن المؤسف أن كثيرًا من المسؤولين لا يدركون هذا البعد الإنساني والأخلاقي، فيتعاملون مع المناصب وكأنها ملكية أبدية، متناسين أن السياسات متقلبة، وأن من يُقصى اليوم قد يعود غدًا، ومن يهيمن اليوم قد يصبح عابرًا في الغد.

إن تعيين وزير الصحة الجديد يعكس جانبًا من هشاشة المعايير في إدارة الشأن العام، لكنه في الوقت ذاته يقدم درسًا مجانيًا لكل الطامحين:

■ السلطة لا تدوم.

● العلاقات الإنسانية هي الرصيد الأهم.

● التواضع واللين ليسا ضعفًا بل حصانة ضد غدر الأيام.

● وفي النهاية، يظل السؤال الجوهري مطروحًا: متى ندرك في موريتانيا أن المناصب ليست غاية في ذاتها، وإنما وسيلة لخدمة الناس، وأن قيم الرحمة والعدل والرفق بالآخرين هي وحدها ما يبقى حين تتساقط الألقاب؟

زر الذهاب إلى الأعلى