معادن موريتانيا: ورشة حول تشخيص واقع وآثار التعدين الأهلي وشبه الصناعي
الإتحاد – نواكشوط
نظّمت الوكالة الوطنية معادن موريتانيا، اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025، ورشة علمية وفنية لعرض تقرير المهمة التي نفذها فريق من خبراء اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، في إطار شراكة ممتدة بين الجانبين. وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الحكومة لتعزيز حوكمة قطاع التعدين الأهلي وشبه الصناعي، وترسيخ ممارسات مسؤولة تحافظ على الموارد الطبيعية وتضمن سلامة العاملين، انسجامًا مع التوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
وتضمن التقرير المعروض تقييما فنيا وبيئيا واجتماعيا لواقع التعدين الأهلي وشبه الصناعي، مع تقديم حلول عملية لتحسين تنظيم القطاع وتعزيز استدامته.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير المعادن والصناعة، السيد التجاني تيام، أن الورشة تشكل محطة جديدة ضمن الديناميكية الوطنية لتنظيم القطاع وضمان استدامته، لافتًا إلى أن الرؤية الرئاسية أرست نموذجًا يقوم على الشفافية والعدالة في إدارة الثروات المعدنية. وأضاف أن إنشاء الوكالة الوطنية معادن موريتانيا ساهم في نقل التعدين الأهلي من النشاط الفوضوي إلى إطار منظم يوفر فرص عمل ويدعم الاقتصاد الوطني، معتبرًا أن مهمة خبراء الاتفاقية جاءت لتقدم تشخيصًا موضوعيًا للتحديات البيئية والاجتماعية في مواقع التعدين.
من جهتها، شددت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة على ضرورة إيجاد توازن حقيقي بين استغلال الذهب وحماية المنظومات البيئية، مؤكدة أن الحفاظ على الموارد الطبيعية ركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
أما المدير العام للوكالة، السيد با عثمان، فقد عبّر عن تقديره لحضور أعضاء الحكومة، معتبرًا أن ذلك يعكس إرادة رسمية لتعزيز حوكمة قطاع التعدين الأهلي وشبه الصناعي. واستعرض جهود الوكالة خلال السنوات الأخيرة في إعداد استراتيجية للتنظيم والتصنيف، وتعزيز الرقابة، وتحسين البنى التحتية، وتنظيم الأروقة المعدنية، مؤكدًا أن تطوير القطاع يتطلب التوفيق بين الجدوى الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة. كما خصّ بالتحية السيد إبراهيم تياو، ممثل اتفاقية مكافحة التصحر، تقديرًا لدعمه المبكر لمبادرة إعداد التقرير.
وشهدت الورشة سلسلة من المداخلات، من بينها كلمة منسق منظومة الأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، السيد منصور انجاي، إضافة إلى عرض قدمه الدكتور مورالي توماروكودي، مدير المبادرة العالمية لإعادة تأهيل الأراضي لمجموعة العشرين. كما قدّم الدكتور محمد عبد السلام الفيلالي عرضًا تفصيليًا لتقرير المهمة المشتركة، متناولًا إدارة الأراضي والآثار الهيدرولوجية ومشاكل المخلّفات وسبل تحسين تنظيم المواقع. واستعرضت السيدة زينبُ تانديا، مديرة التنظيم والتسويق بالوكالة، التجربة الوطنية في تأطير النشاط وضبط سلاسل الإنتاج.
واختُتمت الورشة بنقاش تفاعلي بين خبراء وطنيين ودوليين حول التحديات البيئية والاجتماعية المصاحبة للتعدين الأهلي، مع عرض نماذج دولية ناجحة في استعادة الأراضي وتسيير الموارد والبدائل المستدامة.
وحضر الورشة ممثلو منظمات دولية في نواكشوط، ونقابات التعدين الأهلي وشبه الصناعي، إلى جانب عدد من المنظمات الناشطة في مجال حماية البيئة.
وبتنظيم هذه الورشة، تجدد الوكالة الوطنية معادن موريتانيا تأكيد التزامها بإرساء نموذج موريتاني رائد في الاستغلال المسؤول للذهب، قائم على الشراكة والشفافية والاستدامة، ويحقق التوازن بين متطلبات التنمية الاقتصادية وضرورات حماية البيئة.







