ثقافة

ممر أمگجار.. شريان الحضارة بين شنقيط وأطار

محمدعبدالرحمن ول عبدالله
كاتب صحفي

✧ جغرافيا تختزن ذاكرة التاريخ…

في قلب تضاريس ولاية آدرار الموريتانية، يمتد ممر أمگجار كشريان قديم كان يربط بين مدينتي شنقيط وأطار، وهو اليوم شاهد جيولوجي وتاريخي على عبقرية الإنسان القديم، وتنوع موريتانيا الطبيعي والثقافي.

يحتوي هذا الممر الجبلي على ثاني أعلى نقطة في البلاد، بارتفاع يصل إلى 850 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ما يجعل منه مقصدًا مثاليًا لهواة الترحال والمغامرة ومحبي الطبيعة الصخرية القاسية والخلابة في آنٍ معًا.

✧ حصن سينمائي في قلب الصحراء

يشتهر الممر باحتوائه على موقع تصوير الفيلم العالمي Fort Saganne (فورت ساجان)، الذي صُوّر عام 1984، من بطولة النجم الفرنسي جيرار ديبارديو، وجسّد مشاهد من الاستعمار الفرنسي في الساحل الإفريقي. لا تزال بقايا الحصن السينمائي قائمة، وتُعد معلمًا فنيًا وسينمائيًا نادرًا في عمق الصحراء الموريتانية.

✧ أكرور.. الرسومات التي تحدثت قبل 4000 سنة

عند نهاية وادي أمگجار، يطل الزائر على لوحات صخرية مدهشة تُعرف بـ”أكرور”، اكتشفها عالم الجيولوجيا والأنثروبولوجيا الفرنسي تيودور مونود سنة 1936، وهي تمثل مشاهد من حياة الإنسان القديم في هذه المنطقة، ويُقدَّر تاريخها بنحو 2000 سنة قبل الميلاد.

تُظهر هذه الرسوم حيوانات وأشخاصًا وأدوات، مما يدل على أن هذا الوادي كان مسكونًا ذات يوم، ومركزًا لنشاط بشري وفني غني، في وقت كانت فيه الصحراء أكثر خضرة وحيوية.

✧ كنز سياحي ينتظر الاهتمام

رغم القيمة الأثرية والجغرافية لهذا الموقع، لا يزال ممر أمگجار بعيدًا عن خارطة الترويج السياحي الرسمي، ويواجه خطر الإهمال الطبيعي والبشري. فالموقع بحاجة إلى تأهيل بنيته السياحية، وتوفير لافتات إرشادية، وحمايته من العبث أو التآكل، ليصبح وجهة مميزة لعشاق التراث والمغامرة والجيولوجيا.

✧ دعوة لاكتشاف الذات في عمق التاريخ

إن زيارة ممر أمگجار ليست مجرد رحلة في الطبيعة، بل عودة إلى ذاكرة الصحراء، حيث تتكلم الصخور، وتروي المنعطفات، وتُدوَّن الحكايات على الجدران. إنه أحد كنوز موريتانيا الخفية، الذي ينتظر من يكشفه للعالم، ويمنحه ما يستحق من حماية وتقدير.

محمدعبدالرحمن ول عبدالله
كاتب صحفي

✧ جغرافيا تختزن ذاكرة التاريخ

في قلب تضاريس ولاية آدرار الموريتانية، يمتد ممر أمگجار كشريان قديم كان يربط بين مدينتي شنقيط وأطار، وهو اليوم شاهد جيولوجي وتاريخي على عبقرية الإنسان القديم، وتنوع موريتانيا الطبيعي والثقافي.

يحتوي هذا الممر الجبلي على ثاني أعلى نقطة في البلاد، بارتفاع يصل إلى 850 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ما يجعل منه مقصدًا مثاليًا لهواة الترحال والمغامرة ومحبي الطبيعة الصخرية القاسية والخلابة في آنٍ معًا.

✧ حصن سينمائي في قلب الصحراء

يشتهر الممر باحتوائه على موقع تصوير الفيلم العالمي Fort Saganne (فورت ساجان)، الذي صُوّر عام 1984، من بطولة النجم الفرنسي جيرار ديبارديو، وجسّد مشاهد من الاستعمار الفرنسي في الساحل الإفريقي. لا تزال بقايا الحصن السينمائي قائمة، وتُعد معلمًا فنيًا وسينمائيًا نادرًا في عمق الصحراء الموريتانية.

✧ أكرور.. الرسومات التي تحدثت قبل 4000 سنة

عند نهاية وادي أمگجار، يطل الزائر على لوحات صخرية مدهشة تُعرف بـ”أكرور”، اكتشفها عالم الجيولوجيا والأنثروبولوجيا الفرنسي تيودور مونود سنة 1936، وهي تمثل مشاهد من حياة الإنسان القديم في هذه المنطقة، ويُقدَّر تاريخها بنحو 2000 سنة قبل الميلاد.

تُظهر هذه الرسوم حيوانات وأشخاصًا وأدوات، مما يدل على أن هذا الوادي كان مسكونًا ذات يوم، ومركزًا لنشاط بشري وفني غني، في وقت كانت فيه الصحراء أكثر خضرة وحيوية.

✧ كنز سياحي ينتظر الاهتمام

رغم القيمة الأثرية والجغرافية لهذا الموقع، لا يزال ممر أمگجار بعيدًا عن خارطة الترويج السياحي الرسمي، ويواجه خطر الإهمال الطبيعي والبشري. فالموقع بحاجة إلى تأهيل بنيته السياحية، وتوفير لافتات إرشادية، وحمايته من العبث أو التآكل، ليصبح وجهة مميزة لعشاق التراث والمغامرة والجيولوجيا.

✧ دعوة لاكتشاف الذات في عمق التاريخ

إن زيارة ممر أمگجار ليست مجرد رحلة في الطبيعة، بل عودة إلى ذاكرة الصحراء، حيث تتكلم الصخور، وتروي المنعطفات، وتُدوَّن الحكايات على الجدران. إنه أحد كنوز موريتانيا الخفية، الذي ينتظر من يكشفه للعالم، ويمنحه ما يستحق من حماية وتقدير.

زر الذهاب إلى الأعلى