مهرجان التمور في كيفة: تزييف للواقع.. واحتفاء بمنتج مستورد.!
في مدينة كيفه، التي تعاني منذ عقود من شُحّ المياه، وانقطاعات الكهرباء، وتهالك البنية التحتية، وغياب الخدمات الصحية، يجد السكان أنفسهم اليوم أمام مشهد ساخر: مهرجان للتمور!
لكن، أي تمور؟ وأي نخيل؟!
كيفه، التي لا تعرف شجرة النخيل إلا في الصور والمناسبات الرسمية، تتحول فجأة إلى منصة لعرض تمور لا تُزرع في تربتها، ولا تنتمي لمناخها، ولا يعرف أهلها حتى كيف تُجنى.
الحقيقة أن التمور في موريتانيا لا تنمو إلا في منطقتين فقط: آدرار وتگانت، حيث تتوفر الشروط البيئية والمعرفية، والخبرة المجتمعية لتربية النخيل منذو قرون. أما كيفه، فهي بحاجة ماسة إلى ما هو أبسط من ذلك بكثير: الماء النقي، الكهرباء المستمرة، خدمات صحية لائقة، شبكة صرف صحي، ونظام نظافة يحترم كرامة الناس.وقبل ذالك تخطيط للمدينة،بشكل عمراني مدني، لا تمدد بشكل عشوائي.
لكن يبدو أن الدولة الحكومة لا تُجيد إلا الاحتفال بالسطح، والإعتناء بالقشور.أما الجذور فتبقى مهملة. فبدل أن تُخصص الميزانيات لتحسين الواقع الخدمي في كيفه، تُنفق على مهرجانات شكلية، لا تنفع الناس، ولا تُمثلهم، ولا تُشبعهم تمرًا ولا خبزًا.
إن هذه الفجوة بين الأولويات الحقيقية للمواطنين والمشاريع الاستعراضية تُعري غياب الرؤية التنموية المتزنة، وتُرسخ منطق “الاستهلاك السياسي” بدل الإنتاج الفعلي.
كيفه لا تحتاج مهرجان تمور، بل تحتاج قفزة تنموية مدنية ، تغير الواقع التنموي الي الأحسن.مع ترتيب الأولويات.