مقابلات وتحقيقات

واقع الشباب .. بين البطالة وفقدان الأمل

واقع الشباب ،،بين البطالة وفقدان الأمل.!

محمدعبدالرحمن عبدالله
كاتب صحفي
أنواكشوط موريتانيا

تواجه موريتانيا تحديات اقتصادية واجتماعية صعبة،رغم كل المحاولات الرامية لحلها،مازالت الأمور تتعقد يوما بعد يوم ومن أبرزها بطالة الشباب علي نطاق واسع.

حجم الأزمة — مؤشرات البطالة

بلغت نسبة بطالة الشباب (15–24 سنة) 23.7 % عام 2023، بانخفاض طفيف من 23.9 % عام 2022، وهي أعلى من المعدل العالمي البالغ نحو 16 % .

تشير بيانات صندوق النقد والبنك الإفريقي إلى أن بطالة الشباب بلغت 21.9 % عام 2022، مع فارق بين الجنسين: أعلى لدى الإناث (~26.5 %) مقارنة بالذكور .

عام 2024، أظهرت إحصاءات ستاتيستا ثباتاً نسبياً، بنسبة تقارب 23.2 %.

الجذور الاجتماعية والاقتصادية

يشكل الشباب أكثر من 60 % من سكان موريتانيا، ومع ذلك يفتقرون غالباً لفرص عمل ملائمة، خاصة في البيئة الرسمية .

معظمهم يعملون بشكل غير رسمي أو مخالف للقانون، مما يعني دخل محدود واستقرار اقتصادي ضعيف .

الاقتصاد يهيمن عليه القطاع غير الرسمي؛ حوالي 90 % من العمال غير رسميين فيما يتعلق بالتوظيف .

الظروف المعيشية والتأثير اليومي

ساعات العمل والأجور: الأجور الشهرية في القطاعات الأكثر تنظيماً مثل التعليم (~260 دولار)، والمحاسبة (~400–470 دولار) تُعد ضعيفة نسبياً مقارنة بتكاليف الحياة .

المعيشة الحضرية مقابل الريفية: يعاني العديد من الشباب في الحضر، لا سيما في نواذيبو ونواكشوط، من بطالة عالية وارتفاع تكاليف السكن والغذاء، بينما يواجه الريف تحديات مثل انعدام البنية التحتية وشح المياه .

الهجرة السرية: دفع اليأس عددًا من الشباب إلى الهجرة غير النظامية، خصوصاً نحو أوروبا وأميركا، بحثاً عن فرص أفضل ونظرة مستقبلية أكثر استقراراً .

التداعيات الاجتماعية والأمنية

الهجرة والضغط الاجتماعي: مع رحيل آلاف الشباب سنوياً، تعاني المجتمعات المحلية من انخفاض القوة العاملة، وهجرة الكفاءات، مع آثار على الأُسَر واستقرار البيئة المجتمعية .

التطرّف والسلعوية: ألمحت دراسة إلى أن البطالة المرتفعة بين الشباب تُسهل استقطاب بعضهم من قبل الجماعات المسلحة في منطقة الساحل .

الشك في أداء الحكومة: حسب استطلاع Afrobarometer، يعتبر الشباب أن الحكومة غير جادة في معالجة البطالة ورفع مستوى المعيشة؛ 86 % يعتقدون أن أداءها في هذا المجال “رديء” .

الجهود المبذولة والحلول المتاحة

البرنامج / الجهة أبرز المبادرات

بنك التنمية الإفريقي أعلن أن بطالة الشباب تبلغ 24 % عام 2023، مع دعم توقعي بمشاريع لتدريب وتأهيل 2024–2025 .
مشروع البنك الدولي دعم بقيمة 40 مليون دولار لتمكين الشباب من المهارات، التدريب، الإرشاد، والمنح الصغيرة، بهدف إدماجهم في سوق العمل .
الحكومة الموريتانية تعمل على إصلاح التعليم الفني والمهني، وزيادة الدعم لمؤسسات التشغيل الذاتي ضمن خطة ”

التحديات المستقبلية

1. عدم تنويع الاقتصاد: اعتماد البلاد على الصيد والتعدين يجعلها هشة أمام تقلبات الأسعار وارتفاع التنافس .

2. ضعف التعليم الفني: معدلات النجاح في التعليم الثانوي أقل من 10 %، والتعليم العالي لا يتجاوز 6 % من الفئة

3. القطاع غير الرسمي المضطرب: يوفر دخلاً محدوداً وغير مستدام للكثيرين، وبدون حماية قانونية أو اجتماعية .

4. التهديدات الأمنية والمناخية: النزاعات الإقليمية، تغير المناخ، وتأثيرات اللاجئين تزيد من الضغط على البلاد .

يشكل ارتفاع بطالة الشباب (23–24 %) في موريتانيا خطراً اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، مدفوعاً بانخفاض فرص العمل، ضعف التعليم وعدم كفاءة سوق العمل الرسمي. رغم جهود دولية ومحلية ملحوظة (تدريب، تمويل مشاريع شباب، إصلاحات تعليمية)، فإن التحديات البنيوية (اقتصاد غير متنوع، تعليم ضعيف، هشاشة سوق العمل) ما تزال تتطلب استراتيجيات شاملة ومستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى