لجان ول أجاي الحكومية.. واجتماعاتها الفارغة ،مضيعة للمال والوقت.!
الاجتماعات المتكررة التي يعقدها الوزير الأول الموريتاني المختار ولد اجاي، والتي غالبًا ما تترافق مع لجان وزارية توصف بأنها شكلية، تطرح عدة تساؤلات وتفسيرات محتملة، خاصة في ظل السياق السياسي والاقتصادي الراهن. هذه قراءة لأبرز الأسباب والدوافع المحتملة لهذه الاجتماعات الشكلية.
1. محاولة لإظهار الحيوية والعمل
قد تكون هذه الاجتماعات مجرد عروض سياسية موجهة للرأي العام، الهدف منها الإيحاء بأن الحكومة تعمل وتخطط وتتابع التفاصيل، حتى وإن كانت النتائج على الأرض ضعيفة أو معدومة. وهو أسلوب شائع في الأنظمة التي تسعى لتعزيز الصورة بدل المضمون.
2. إلهاء عن ملفات حساسة أو إخفاقات
كثرة الاجتماعات وتشكيل اللجان قد يُستخدمان كـأداة إلهاء سياسي، تصرف الأنظار عن قضايا أكثر إلحاحًا، مثل:
فساد بعض الوزارات (الصحة،المعادن، الزراعة، الصيد، المياه)
تفاقم أزمة البطالة
ضعف مستوي خدمات التعليم
الاحتقان الاجتماعي المتزايد
3. تقوية قبضته داخل الجهاز التنفيذي
4 – خيبة أمل الأوساط الشعبية من هذه الحكومة العاجزة.
يعمد ولد اجاي إلى إغراق الوزارات بلجان ومتابعات لإضعاف المبادرة الفردية للوزراء، وضمان ألا يخرج أي وزير عن الخط المرسوم له. وهي طريقة لإحكام السيطرة وتهميش الشخصيات التي قد تُشكّل تهديدًا مستقبليًا لطموحه.
4. تحضير مسرحية الإنجاز الوهمي للانتخابات
في حال كانت هناك نية لإجراء تغييرات سياسية أو انتخابات، فإن هذه الاجتماعات قد تكون جزءًا من حملة علاقات عامة لتحضير “حصيلة منجزة”، حتى ولو كانت مجرد وثائق ولجان لم تطبق شيئًا.
5. تسويق سياسة “الرقابة والشفافية”
من خلال اللجان الوزارية الشكلية، يريد ولد اجاي أن يبعث برسائل عن اهتمامه بالشفافية والتخطيط، بينما في الواقع القرارات تُتخذ في دوائر ضيقة، ولا تعكس آراء اللجان أو الخبراء، بل تتبع الولاءات والمصالح.
6. استهلاك الوقت وإبطاء التغيير الحقيقي
كثير من هذه اللجان لا تفضي إلى نتائج عملية، بل تساهم في تجميد الملفات، و”دفن” الأفكار الجريئة داخل محاضر وتوصيات لا تُنفذ. وهو ما يخدم الجهات المستفيدة من بقاء الوضع على حاله.
اجتماعات ولد اجاي المتكررة، مع كثرة لجانه الوزارية الشكلية، لا تعكس بالضرورة ديناميكية حكومية حقيقية، بقدر ما تكشف عن أسلوب حكم قائم على المظهر،والخداع وتكتيك سياسي لفرض السيطرة، وشراء الوقت، وإنتاج خطاب حكومي مشغول باللجان بدل الإنجاز.