بروح ملؤهاالوجدان والمحبة : فضيلة الشيخ الحاج المشري يختتم زيارته لأدرار.
محمدعبدالرحمن ول عبدالله
كاتب صحفي ، انواكشوط
اختتم فضيلة العلامة المربي الشيخ الحاج المشري زيارته لولاية آدرار، في مشهد اتّحدت فيه سكينة التراث بنور المعرفة، بقوة المحبة، بعد أيام من الحضور الميداني، والتفاعل الحي مع ذاكرة المكان والإنسان.
لم تكن زيارته جولة تقليدية، بل رحلة روحية علمية ثوعقلية، تجلّت فيها أصداء المحاظر، وارتسمت على ملامحها أنفاس الجبال والواحات، حيث التقى الماضي بالحاضر في صورة تتطلّع إلى مستقبل أكثر إشراقًا.
مرورا بأكجوجت والكليتات عبر المداح، وعين أهل الطايع، وأطار،ومختلف المناطق، لمس الشيخ الحاج المشري نبض الحياة اليومية في هذه المدن، ووقف عند محطات ذات رمزية روحية وثقافية تتجاوز مظاهر الحجر إلى عمق الرسالة.
وقد كانت محطته في متحف اتويزگت، ومحظرة الفتح، ومتحف أماطيل، وقفة إجلال أمام إرث الأجداد، حيث عبر عن إعجابه بثراء هذه الأماكن، وحرصها على حفظ الذاكرة الوطنية، ومكانتها في وجدان الموريتانيين.
وأكد الشيخ الحاج المشري أن هذه الزيارة كانت ” زيارة محبة وتعاون في مصالح المسلمين وجولة، فكرية أمام صروح الأصالة، وامتنانًا لرجال ونساء صانوا هوية هذه الأرض، من خلال المعرفة، والجهاد، والصمود والحفاظ على الموروث الثقافي.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه الولاية حراكًا ثقافيًا وسياحيًا متجددًا، وسط دعوات إلى دعم مبادرات صون التراث، وتعزيز التنمية المحلية من خلال الارتكاز على الخصوصيات الثقافية والمجتمعية لمناطق مثل آدرار.
أرض التاريخ والأصالة.
=انطباعات محبة وتقدير لزيارة الشيخ الحاج المشري لآدرار
غادرت قافلة الشيخ الحاج المشري أرض آدرار، لكن أثره بقي حيًّا في القلوب، محفورًا في وجدان من التقاهم، ومرسومًا على وجوه من استقبلوه بمحبة صادقة وامتنان عميق.
لم تكن زيارته عابرة، بل غيثًا روحيًا هطل على أرضٍ مشتاقة، فأنبت فيها الأمل، وأحيا في أهلها الاعتزاز بجذورهم، وفتح نوافذ جديدة على قيم العلم، والصلاح، والوفاء للتاريخ.
عبّر كثير من سكان أطار وقرى المداح وعين أهل الطايع عن امتنانهم العميق للشيخ، معتبرين زيارته “بشارة خير” و”صلة رحم علمية وروحية”، أعادت للذاكرة مجالس العلم والذكر، وللقلوب دفء الصحبة الصالحة.
وفي أروقة محظرة الفتح ومتحف اتويزگت، وعلى جنبات واحات أماطيل، تسللت خطوات الشيخ بكل وقار ومحبة، تُصافح الكتب والمخطوطات كما تُصافح الوجوه الطيبة، وتُلامس جدران التاريخ كما تُلامس نبض الحاضر.
=قال أحد وجهاء المنطقة:
“لقد رأينا في الشيخ الحاج المشري رجلًا يحمل ذاكرة المحظرة، ونور الطريق، وعطر السند، وجاءنا لا كزائر بل كأحد أبنائنا العائدين إلى جذورهم.”
ورأت إحدى السيدات، من سكان أطار أن الزيارة “أعادت لأدرار شيئًا من بهائها القديم”، مضيفة:
“في حديثه، وسمته، وجلسته، كان الشيخ يُذكّرنا بقيم الانتماء النبيل، ويحفّزنا على السير في دروب العلم والتواضع.”
هكذا ودّعت آدرار الشيخ الحاج المشري، لا بعيون توديع، بل بقلوب ترجو لقاءً آخر…
لقاءً تحمله المحبة، وتباركه الذاكرة، وتستدعيه الأرض التي تعرف أصحاب الرسالة إذا مروا بها.