زيارة الحوض الشرقي… فوضى تنظيمية وشجارات تُربك المشهد الرئاسي

محمد عبد الرحمن ولد عبد الله
– صحيفة الاتحاد الإلكترونية
لم تكن زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية الحوض الشرقي كما كان يأملها سكان المنطقة؛ فقد تحوّلت من حدث يُفترض أن يكرّس التواصل مع المواطنين وتقييم المشاريع التنموية، إلى مشهد مرتبكٍ طغت عليه الفوضى وسوء التنظيم والارتجال.
منذ انطلاق التحضيرات، بدت اللجان المكلّفة عاجزة عن التنسيق، فالمحسوبية هي التي حددت من يحضر ومن يُقصى، مما فجّر خلافات بين المنتخبين والمسؤولين المحليين، وصلت حدّ المشادات العلنية أمام أنظار الحضور، في سابقةٍ تُظهر هشاشة الإدارة المحلية وانعدام الانسجام بين السلطات والمنتخبين.
وفي الوقت الذي كان السكان ينتظرون نقاش قضاياهم الحقيقية، كأزمة العطش، وغياب فرص العمل، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية، انشغل المنظمون بترتيب المقاعد وتوزيع الدعوات، لتتحول المناسبة إلى عرضٍ بروتوكولي باهت، تغيب عنه روح الحوار والمساءلة.
أما الخرجات الإعلامية التي رافقت الزيارة، فقد زادت الصورة سوءًا، إذ اكتفت بترديد الشعارات الرسمية دون أن تلامس الواقع أو تنقل صوت المواطن. وهكذا انتهت زيارة الحوض الشرقي بتقييمات باهتة ونتائج مخيبة، لتكشف مجددًا عن عمق الأزمة في إدارة الشأن العام، وضعف قدرة الدولة على التواصل الفعلي مع مواطنيها.
● خلاصة المشهد:
زيارةٌ أرادتها السلطة مناسبة للتقويم، فتحولت إلى مرآةٍ عاكسةٍ لارتباك مؤسساتها، ومناسبةٍ جديدة لتجديد خيبة الأمل لدى سكان الشرق الذين ما زالوا ينتظرون من الدولة أكثر من مجرد استعراضات سياسية.







