أخبار وطنية

لقاء غزواني بمدير مخابراته المتقاعد في باسكنو… لحظة تحمل أكثر من رسالة!

تحليل: محمد عبد الرحمن ولد عبد الله – الاتحاد

 

لم يكن لقاء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بمدير المخابرات السابق في مدينة باسكنو مجرّد مصافحة عابرة في هامش زيارة رسمية، بل كان حدثًا سياسيًا محمّلًا بالإشارات، ومكتنزًا بالرسائل غير المعلنة، في وقت تتناسل فيه الشائعات حول مستقبل السلطة في نواكشوط، وصراع الظلال بين رجالها الأقوياء.

● ماذا قال مدير المخابرات السابق للرئيس؟

وفق مصادر مقربة من الرجل، فقد أبدى استياءه من تغوّل الشائعات التي تحاول تصويره كخليفة مفترض للرئيس غزواني، أو كأحد “رجال الظل” الطامحين لخلافته، معتبرًا أن “الوقت لم يحن بعد للحديث عن خلافة رئيس ما يزال في منتصف مأموريته”.
لكن في المقابل، لم يخفِ شعوره بالمرارة مما اعتبره إقصاءً ممنهجًا من المشهد الرسمي، بعد عقود من الخدمة في الملفات الأمنية الحساسة التي صنعت “عهد الاستقرار النسبي”.

● هل عزمه على اعتزال السياسة إذا آلت الخلافة لغريمه، وزير الدفاع الحالي، مجرد شائعة؟

تسري في أروقة نواكشوط همسات عن أن المدير المتقاعد قال في مجلس ضيق إنه لن يشارك في أي مشهد سياسي يقوده حنن ولد سيدي، معتبرًا أن “الاختلاف في المدرسة والنهج” يمنع ذلك.
لكن مقربين منه ينفون تلك التسريبات، ويصفونها بأنها “محاولات دنيئة لتغذية صراع داخل النظام”، خاصة في ظل توجس القصر من أي استقطاب محتمل بين الجناح الأمني والعسكري داخل النظام الحالي.

● لماذا اختار غزواني تمبدغة لتفنيد الشائعات؟

اختيار الرئيس تمبدغة كمنصة للرد غير المباشر على كل ما يثار عن خلافته لم يكن اعتباطيًا؛ فهي بعيدة جغرافيًا عن بؤر الصراع بين الرجلين، وذات رمزية تاريخية باعتبارها مهد الولاءات القديمة للدولة ومركز التوازن القبلي في الشرق الموريتاني.
في خطابه هناك، شدّد غزواني على “وحدة الصف” و”استمرار الدولة فوق الأفراد”، وهي رسائل موجهة أكثر للداخل السياسي ولضباط المؤسسة، لا للجمهور العادي.

● من الأكثر تضررًا من هذه التحركات؟

بحسب مراقبين، فإن وزير الدفاع حنن ولد سيدي هو الأكثر تضررًا سياسيًا من لقاء باسكنو، إذ بدا وكأن الرئيس يعيد التوازن بين رجاله الأقوياء بعد أن طغى نفوذ حنن في الأشهر الأخيرة.
في المقابل، خرج المدير المتقاعد بصورة “الرجل الوطني الذي لا ينافس”، مما أكسبه تعاطفًا صامتًا داخل بعض الدوائر العسكرية والإدارية.

● بين باسكنو وتمبدغة… تتحدث السياسة بلهجة القبائل

التحرك بين باسكنو وتمبدغة ليس مجرد تنقّل جغرافي؛ إنه ترسيم غير معلن لحدود التوازن داخل النظام، ورسالة من الرئيس غزواني مفادها أن البيت ما زال موحدًا، وأن كل حديث عن خلافة مبكرة أو صراع أجنحة سابق لأوانه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى