أخبار وطنية

شجار في قلب الحدث : عندما تصطدم الأنا بالبزّة العسكرية!

محمد عبد الرحمن ولد عبد الله – الاتحاد

 

في مشهد غير مألوف داخل أروقة هرم السلطة  الموريتانية، اشتعل خلاف حاد بين الضابطين العقيد  يحي ولد طلحة والعقيد عالي ولد علوات، ليتحوّل إلى شجار علني أثناء زيارة الرئيس لولاية الحوض الشرقي،
النتيجة: توقيف ولد علوات في مقر الرئاسة، وتوقيف ولد طلحة في كتيبة الأمن الرئاسي، في انتظار مثولهما أمام مجلس تأديبي قد يُقرّر تجميد ترقيتهما أو حتى سحب رتبتهما العسكرية نهائيًا.


من الخلاف إلى الفضيحة

تقول بعض  المصادر أن الخلاف بدأ بتوتر شخصي قديم بين الرجلين، لكنه تفجّر مؤخرًا على خلفية تداخل في الصلاحيات وتبادل للاتهامات داخل محيط العمل.
وتضيف ذات المصادر أن حدة النقاش تجاوزت الأعراف العسكرية، مما اضطر بعض الضباط للتدخل قبل أن يتطور الموقف إلى ما لا يُحمد عقباه.
لكن القضية لم تُغلق هناك، إذ وصلت تقارير الحادثة مباشرة إلى رئيس  الجمهورية، لتصدر الأوامر الفورية بتوقيف الضابطين على ذمة التحقيق.


 بين النظام والانضباط… والغرور العسكري

في المؤسسة العسكرية، لا تُغتفر الأخطاء التي تمس بالانضباط. فكيف إذا وقعت في الأمن  الرئاسي؟
القانون العسكري واضح: أي تصرف يُخلّ بالهيبة والانضباط يُواجه بعقوبات قاسية، قد تصل إلى الحرمان من الرتبة أو العزل المؤقت.
ويبدو أن مجلس التأديب هذه المرة أمام اختبار صعب:
هل يُغلّب هيبة المؤسسة على الاعتبارات الشخصية، أم تُغلف القضية بعبارة “سوء تفاهم بين زملاء”؟


خلف الكواليس… تنافس أعمق من لحظة غضب

من يعرف الوسط العسكري يدرك أن ما جرى ليس مجرد مشادة عرضية، بل انعكاس لصراع خفي على النفوذ داخل الحلقة الأمنية الأقرب إلى الرئيس.
فكلا الرجلين يتمتع بعلاقات قوية داخل الأجهزة الأمنية، وكلٌّ منهما يمثل تيارًا داخلها.
ولذلك، يرى مراقبون أن ما حدث هو “تسرب لحرارة صراع مكتوم”، خرج إلى السطح في لحظة ضعف إنساني.


● في انتظار الحكم

الأنظار تتجه الآن إلى المجلس التأديبي العسكري الذي سيحسم مصير الضابطين خلال الأيام القادمة.
هل ستكون العقوبة تأديبية رادعة لحماية هيبة المؤسسة؟
أم تسوية ناعمة تحفظ ماء الوجه في محيط الرئاسة؟
مهما كان القرار، فإن القضية تركت أثرها العميق في صورة الانضباط العسكري داخل أرفع مؤسسات البلاد، وأظهرت أن الولاءات والنفوذ لا تحجبان زلات الغضب والغرور.


خلاصة المشهد:
في زمنٍ تشتعل فيه الخلافات في زاويا عديدة من اروقة السلطة، يبدو أنها   وصلت إلى أهدأ الممرات… تلك التي كانت تُظن محصّنة بالبزّات العسكرية والانضباط التام.

زر الذهاب إلى الأعلى