أخبار وطنية

ددّاهي ولد عبد الله… يحاول التهرب من ماضيه السيئ

يبدو أن المفوض المتقاعد ددّاهي ولد عبد الله، الذي شغل منصب مدير أمن الدولة في عهد الرئيس, ولد الطايع، يحاول اليوم إعادة تقديم نفسه بصورة جديدة، وكأنّ سنواته المثقلة بالملفات الداكنة يمكن أن تُمحى بلمسة خطابية أو حضور في مناسبة اجتماعية.

لكنّ الذاكرة الجمعية للموريتانيين لا تُشطب بالأمنيات. فمرحلة ولد الطايع – التي كانت فيها إدارة أمن الدولة أحد أهم أدوات القبضة الأمنية – لا تزال محفورة في سجل البلد، بما فيها من تضييق على الحريات، وملاحقات سياسية، وملفات حقوقية مؤلمة.

إنّ محاولة ددّاهي ولد عبد الله اليوم الابتعاد عن ماضيه تُثير أسئلة مشروعة:

  • هل يمكن لمسؤول أمني كان في صلب آلة القمع آنذاك أن يتحوّل فجأة إلى وجه “محايد” أو “وطني”؟
  • أين تقع المسؤولية الأخلاقية والسياسية عن تلك المرحلة؟
  • ولماذا يسعى رموز تلك الحقبة إلى تلميع أنفسهم الآن؟ هل استعدادًا لتوظيف سياسي؟ أم بحثًا عن براءة جديدة؟ أم هروبًا من محاسبة لم تحدث أصلًا؟

إنّ مشكلة موريتانيا ليست في الماضي وحده، بل في محاولات تزويره. وفي بلدٍ لم تحدث فيه مصارحة وطنية حقيقية، كثيرون ممّن تحمّلوا مسؤوليات حساسة في الأنظمة السابقة يسعون اليوم إلى إعادة تدوير أنفسهم في المشهد العام، مستفيدين من غياب الشفافية وضعف الذاكرة المؤسسية.

المطلوب ليس التشهير بالأشخاص، بل فتح نقاش شجاع حول حقبة أمن الدولة في تلك الفترة، والحديث عن الانتهاكات، ومنح الضحايا صوتهم، ووضع حدّ لعادة الإفلات من المساءلة التي جعلت البلد يدور في حلقة مفرغة.

زر الذهاب إلى الأعلى