أخبار وطنية

وزيرة ومديرة سابقتان تستقبلان الرئيس في روصو.. حكاية حضور بعد الغياب

الإتحاد – نواكشوط

لفت مشهد استقبال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في مدينة روصو أنظار الحاضرين وعدسات الكاميرات، ليس فقط بسبب الحشود التي غصّت بها الساحات، بل لأن بين مستقبليه برز وجهان نسويان طال غيابهما عن المشهد الرسمي: السيدة الناهة منت الشيخ سيديا، الوزيرة السابقة للمرأة والأسرة، والطبيبة افضيلي منت الصادق، المديرة العامة السابقة لشركة الأدوية والمستلزمات الطبية (كاميك).

هذا الظهور أعاد إلى الواجهة سؤالًا ظلّ يتردد كثيرًا في الكواليس السياسية والإعلامية:
هل هو مجرد حضور بروتوكولي لابنتين من الولاية  المضيفة؟ أم رسالة رمزية من امرأتين لا تزالان تحتفظان بمكانة اجتماعية واحترام واسع رغم الإقالة والابتعاد عن المناصب؟

فـالسيدة  الناهة منت الشيخ سيديا، التي وُصفت يومًا بأنها من أنظف الأيادي داخل الحكومة، غادرت المشهد في صمت، محتفظة برصيدها الأخلاقي وعلاقاتها الطيبة في الأوساط النسوية. ومنذ خروجها من الوزارة، دخلت في ما يمكن تسميته بـ”بطالة فنية”، رغم ما تملكه من خبرة وكفاءة نادرة في مجال تمكين المرأة والعمل الاجتماعي.

أما الدكتورة افضيلي منت الصادق، فقد عاشت تجربة مختلفة تمامًا، إذ أُقيلت من إدارة “كاميك” بعد جدل واسع حول شبهات فساد داخل المؤسسة التي كانت تديرها، لتختفي هي الأخرى عن الأضواء، وتلزم الصمت في انتظار ما ستكشفه الأيام.

غير أن ظهورهما اليوم إلى جانب الرئيس في روصو بدا لافتًا ومليئًا بالرمزية:
رمزيةُ العودة الهادئة بعد العاصفة، ورسالةُ أن المنفى الإداري لا يعني بالضرورة النسيان السياسي.

فهل هي صدفة؟
أم أنّ للمشهد دلالةً أعمق، تتعلق بمحاولات السلطة إعادة ترميم الجسور مع وجوهٍ نسائيةٍ ابتعدت قسرًا عن دوائر القرار؟

في كل الأحوال، بدا الحضور النسائي في روصو هذه المرة مختلفًا.. أكثر حيويةً وعمقًا من أي وقت مضى، وكأنّ المدينة الواقعة على ضفة النهر، أرادت أن تقول إن العودة ممكنة، وإن الغياب لا يلغي الأثر.

زر الذهاب إلى الأعلى