ولد الشيخ حماه الله في صمود بطولي : لن نغادر بلدنا، حتى ولو صبت النار علينا
كد خليفة الطريقة الحموية الشيخ محمدو بن الشيخ حماه الله تمسكه بالبقاء في مدينته انيورو، ورفضه القاطعة لمغادرتها، وأكد ولد الشيخ حماه الله في رسالة تداولتها أنصاره أنه باق في المدينة المالية الشهيرة حتى ولو صبت عليها النار صبا.
ويأتي تصريح الخليفة الحموي بعد أيام من استهداف جماعة ماسينا للمدينة الروحية الشهيرة في مالي، وإحراقها لقصر الوالي.
ووفق مصادر رسمية مالية فإن المهاجمين فقدوا 32 قتيلا، فيما فقدت القوات المالية الرسمية عنصرا من الجيش وآخر من الحرس.
ويأتي هذا الهجوم أياما قليلة أخرى بعد قتل أحد علماء وشيوخ الطريقة التيجانية من أسرة آل الشيخ عمر طال ذات التاريخ الأثير والكبير في مالي وغرب إفريقيا بشكل عام.
انيورو …مدينة الصوفية الأولى
تعتبر مدينة انيور الحاضنة الصوفية الأهم في مالي، ويتمتع قادتها بتأثير كبير في مالي وموريتانيا على حد سواء، وبشكل خاص فإن للشيخ محمدو بن الشيخ حماه الله تأثيرا مباشرا في ولاية الحوض الغربي، حيث يرتبط عدد كبير من قواها السياسية والاجتماعية بعلاقات قوية وولاء روحي لأسرة آل الشيخ حماه الله، وخصوصا الخليفة الحالي الذي يحمل لقب ” بوي”
ومنذ نهاية السبعينيات تحول بوي إلى مرجعية مؤثرة تحترمه وتقدره مختلف الحكومات المتعاقبة، وبين الحين والآخر تقع هزات بين الرجل وأنظمة البلدين، لكنها سرعان ما تتم تسويتها، بما يضمن للشيخ مكانته ودوره في المنطقة.
وإلى جانب مكانته الروحية، يعتبر الشيخ محمدو ولد الشيخ حماه الله من أكبر رجال الأعمال المستثمرين في المنطقة، ولعقود ظلت استثماراته المالية في مجال تجارة المواد الغذائية عصب الحياة في مناطق كثيرة من ولاية الحوض الغربي وأجزاء أخرى من مالي.
هل تلقت الحموية تهديدا من ماسينا
تؤكد مصادر متعددة أن الحضرة الحموية قد تلقت قبل سنة تقريبا تهديدات من جماعة ماسينا المسلحة، التي يقودها آمادو كوفا، وهو متشدد إسلامي مرتبط بتنظيم النصرة التي يقودها إياد أغ غالي، ويمثل كوفا وجماعته الفصيل الفولاني في هذا التنظيم العابر للساحل.
ووفق ماهو تؤكده مصادر أمنية متعددة فإن ماسينا هددت الطريقة الحموية، لكن من المستبعد ان تقدم على اي تصرف تجاهها لأن ذلك يعتبر مساسا فعليا بموريتانيا.
أي تأثير على موريتانيا
يمكن اعتبار الهجوم الأخير على مدينة انيور كرة لهب متدرجة على الحدود الموريتانية، خصوصا أن انيور لا تبعد عن مدينة كوبني أكثر من 20 كلم.
وتعتبر المنطقة المحاذية بين البلدين، منطقة هشاشة اجتماعية، رغم ما أحاطتها به موريتانيا من حزام عسكري وأمني رفيع.
وبشكل عام فإن استهداف مدينة انيور يفتح أكثر من باب جديد، خصوصا أن تنامي العنف في المنطقة، يفتح أبواب اللجوء بسرعة إلى موريتانيا التي تحتضن قرابة 250 ألف لاجئ مالي في ولاية الحوض الشرقي، كما أنه سيضيف نقطة توتر جديدة على الحدود.
وبين الخيارات المختلفة، تبدو مدينة انيورو قد دخلت بالفعل في مرحلة جديدة من مسيرتها المفعمة بالأمن والسلام، فقد أصبح صوت اللهب والرصاص مسموعا في حدودها .