ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء في المغرب يثير استياء المواطنين ويحفز الدعوات للتدخل الحكومي

يقف مواطن مغربي أمام محل لبيع الدواجن في أحد الأحياء الشعبية ضواحي الرباط، يستفسر عن سعر الكيلوغرام من الدجاج الرومي الحي، ليتلقى جواباً بارتفاع السعر إلى 27 درهماً (حوالي 2.7 دولار). يبتسم الرجل مغادراً خالياً من مشترياته.
تُعد اللحوم البيضاء من الأساسيات في المائدة المغربية، إذ تُعتبر خياراً شائعاً بسبب أسعارها المناسبة مقارنةً بأسعار اللحوم الحمراء، مما يجعلها المفضلة للفئات الفقيرة والمتوسطة.
لكن الوضع الحالي أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الدواجن، مما أثار استياء المواطنين وفتح باب النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق ناشطون دعوات لمقاطعة شراء الدواجن كوسيلة لمواجهة الغلاء.
ورغم هذه الدعوات، يظل العديد من المغاربة مضطرين لشراء الدواجن بسبب ارتباط فصل الصيف بتنظيم حفلات الأعراس واستقبال المغاربة لعائلاتهم من الخارج. اللحوم البيضاء والحمراء تُعتبر جزءاً أساسياً من الأطباق التقليدية في الأعراس المغربية، حيث تُقدّم أطباق الدجاج المحمر ولحم البقر المزّين بالبرقوق.
الأسباب والتفسيرات
يرجع مصطفى المنتصر، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، الارتفاع في أسعار اللحوم البيضاء إلى عدة عوامل:
- ارتفاع درجات الحرارة: أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 25%.
- زيادة الطلب: دفعها ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء إلى الانتقال نحو اللحوم البيضاء.
- ارتفاع أسعار الأعلاف: تسبب في تقليص الإنتاج.
يشير المنتصر إلى أن أزمة كوفيد-19 رفعت أسعار الأعلاف عالمياً، لكن الأسعار ظلت مرتفعة في المغرب، مما دفع الفلاحين إلى تجنب الاستثمار بسبب التكلفة المرتفعة. وقد حذر المهنيون من هذا السيناريو، لكن الحكومة لم تتخذ الإجراءات اللازمة.
وتشكل اللحوم البيضاء 58% من البروتينات الحيوانية التي يستهلكها المغاربة، في حين يُستهلك الباقي من اللحوم الحمراء والأسماك. وقد انخفض الإنتاج الأسبوعي من اللحوم البيضاء من 1200 طن إلى 8 ملايين فرخ أسبوعياً.
أما بالنسبة لارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، فيعزي هشام الجوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم بالجملة في الدار البيضاء، ذلك إلى سنوات الجفاف المتوالية التي أثرت على القطيع المحلي ورفعت أسعار الأعلاف، مما دفع الفلاحين إلى التخلص من القطيع.
استجابة الحكومة
استجابة لهذه الأزمة، بدأت الحكومة المغربية سلسلة من الاجتماعات مع المهنيين لمناقشة سلاسل الإنتاج والأمن الغذائي. وقد ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اجتماعين مع مهنيي اللحوم الحمراء والحليب، حيث تم تناول قضايا تتعلق بالثروة الحيوانية وأسعار اللحوم والحليب، واستيراد المواد الأولية للأعلاف.
أكد البيان الصادر عن الوزارة على أهمية التدابير المتخذة لضمان استمرارية تموين السوق باللحوم الحمراء والحليب، بما في ذلك دعم علف الماشية وتطوير الزراعات العلفية القادرة على الصمود أمام الجفاف، وتسهيل استيراد المواد الأولية اللازمة.